التمعت دمعتان في عينيها وهي تجلس قبالته علي منضدتهما المعتادة للمرة الاخيرة وقد بدا انهما لم يرتشفا بعد اية قطرة من قهوتهما التي وضعتا علي المنضدة مشتركتان في حوارهما الحزين
قاومت دموعها قائلة : اني راحلة الي مكان بعيد .
بدا عليه الهدوء ولكن لهفته تطل واضحة من عينيه : الي اين . . . ؟
اجابته : بعيد عنك .
تسآئل في حيرة : لماذا ؟ هذا ليس قرارك وحدك .
اجابت في حدة : شئت ام ابيت سأرحل .
ثم خلعت خاتم خطبتهما من يدها ووضعته امامه علي المنضدة التي طالما شهدت ليالي حبهما الدافئة والان قد ماتت عليها ايضا ترانيم غرامهما
هنا لم يستطع ان يحتفظ بهدوئه بعد الان فتشبث بيدها بقوة وقائلا بلهجة اقرب الي البكاء : ارجوك لاتتركني !
ابعدته يده بقوة قائلة : لم يعد الخيار لك .
سارت عائدة حتي اختفت عن بصره فسقطت دمعة من عينيها هامسة : أو لي !
* * * * * * *
ترقد في ثياب بيضاء علي فراش مخملي ناعم يحمل نفس اللون متصل بجسدها الرقيق العديد من الاسلاك والخراطيم الرقيقة شاحبة الوجه فاقدة وعيها
بدت في تلك الثياب اشبه بالملائكة , بفراشة رقيقة فقدت جناحيها
جلس جانبها يحتضن كفها الصغير في رفق وسقطت دموعه غزيرة محدثنا اياها وهي لا زالت غائبة عن الوعي : لما لم تخبرني من قبل ؟ لما تركتي الظنون تسيطر علي ؟ لم جعلتني اشك بك ؟
عادت دموعه تنهمر كشلال مياه فوق منحدر صخري , ففتحت عيناها في بطئ وحاولت ان تبتسم من خلف القناع البلاستيكي الذي يساعدها علي التنفس ثم رفعته عن وجهها في بطئ متهالك قائلة : الم اقل لك انه لم يعد خيارنا ؟
ثم ارفع صفير متواصل من جهاز رسام القلب وفقدت عيناها بريقهما الي الابد
ومن بين دموعه تمتم في انهيار : وداعا فراشتي الرقيقة .
تمت
30-8-2010
3:16 a.m