ظل يقطع حجرته ذهابا وايابا في حيرة وتوتر , تدور في رأسه الاف الافكار دفعة واحدة .
لا يمكنه تخيل ان حبيبته سوف تصبح ملكا لغيره اليوم , فقد كانت ترد دائما انه تحيا به وله ...
صحيح انه لا ينكر انها ضحية وليست الجاني فقد مرت سنوات وسنوات علي ارتباطهما وهو لم يبذل جهدا للفوز بها ...
كان كمظم شباب الحاضر ممن ينتظرون الوظائف تأتي لباب غرفهم ...
الا ان ذاك الكبرياء بداخله ابي ان تتركه هكذا ونازعته تلك الرغبة الحمقاء ان يذهب لعرسها !!
ارتدي أبهي حلة لديه ... تعطر ... صفف شعره بعناية ...
لا يدري ما الذي جعله يبالغ في شياكته وهندامه اليوم .. ربما تلك الرغبة المتكبرة داخله ارادت ان تثبت لها انه افضل من اي زوج ستختاره دونه ...
صحيح انه علي يقين ان زوجها افضل منه في كل شئ وانه لا يستطع ان يوفر لها ربع الحياة التي ستحياها معه ولو في سنوات وسنوات ...
الا انه يرفض هذا وبشدة وسوف يظهر لها العكس ولو كذبا ..!
تبقي نصف ساعة فقط هبط علي عجل وهام علي وجهه في الطرقات علي غير هدي , حتي وصل للمكان المخصص لاقامة عرسها ...
ارتفعت دقات قلبه علي نحو مجنون , فقد تمني رؤيتها بثوب الزفاف مرارا ومرارا وها هي الان تجلس كفراشة رقيقة بثوبها الابيض , كملاك ضل الطريق الي عالمنا خطأ...!
ولكنها ترتديه لغيره !
صدمه الواقع الحزين الذي لم يدركه الا الان , فقد كان جزءا من نفسه تستنكر هذا حتي صدقه , لا يمكن ان ترتدي هذا الثوب الا له !
وقف قبالتها وحرص ان تراه جيدا , وعاودته حماقاته التي شعرت بنشوة عجيبة حينما زبلت ابتسامتها علي شفتيها وتجهم وجهها وشحب وكان اقرب الي الموت منه للحياة ...
ثم غادر المكان وقد ارضي غروره الاحمق حينما افسد عليها ليلة عمرها !
دقائق وفوجئت بمن يقدم لها بوكيه ورد من النوع الذي تفضله وكانت تردد دائما انها ستحمله في ليلة زفافهما ...
التقطت الرسالة المرفقة به وقرأتها بدموع حبيسة مقهورة :
ها انت ذا فعلتي ماتريدين اتمني ان تكوني سعيدة الان ...
توقيع : قلب أحمق
تمت
8:25a.m
8/8/2011