يوما شعر بها تملئ جوارحه وتمتلك حواسه , لا يدري متي ولماذا ؟
علي الرغم من انها لم تعيره يوما انتباها ولم تعطيه املا او لمحة انجذاب , لا يدري لماذا وجد نفسه فجأة مدفوعا نحوها بقوة , وما الذي جعل قلبه يميزها عن الاخريات
ولم يملك الشجاعة يوما ليقولها , نظراتها اليه لهي الاهمال ذاته , وتجاهلها اياه يمزقه , ولا يملك القدرة علي النسيان ولا الارادة للبوح
يوما خانته عيناه وانسابت عبرات الالم تمس وجنات الخجل علي جسر الحيرة والحنين , فبكي قهر الزمان وظلم الليالي
يمر طيفها امام عينيه كنجمة ليل علي سطح النهر تنعكس , يشعرها في احضانه وبين يديه , وحينما تملئ الرغبة نفسه ويرواده الامل في القرب وتدفعه رغبته للدفء ... تتسرب احلامه من بين يديه مع قطرات ماء النهر فتجرها بعيدا , وحينما يحبو ضوء الشمس للاشراق , يتبدد جمال النجوم في السماء ويفتح عيناه علي واقعه الاليم بعد حلم جميل طال وزال
اليوم حسم صراعه , اليوم سيطفئ نار الرغبة وحنين الاشواق الذي نضج داخله , وكم اخفقت محاولاته المتعددة لمصارحتها
ولكن لا , اليوم سيقولها , سيستجمع كل ذرة شجاعة بداخله وينمي دوافعه التي يحركها عذاب وسهد الليالي , ويقولها
لأول مرة في حياته يشعر بطول ذلك الطريق , يوميا ذهابا وايابا لم يعير الوقت ادني انتباه واليوم شعر كم هي طويلة الثواني , علم معني الانتظار وبداخله مشاعر ثائرة متقلبة لا يملك لها دواءا ولا يدري لها اصلا الداء
الساعة عقاربها في مكانها لا تتحرك وكأن الوقت يتآمر مع اهمالها وتجاهلها ضده , عقرب الثواني وكأنما صار الدقائق والدقائق كأنما اصبح الساعات , يمر الوقت في بطئ ثقيل , ومشاعره الثائرة تقتله...
يتذكر نظرات الاهمال , تخونة ارادته ويقرر الرحيل , تراوده عذاباته وحلمه الجميل الذي لربما يتحقق , يمتلئ كيانه بحماس ولهفة اللقاء , واخيرا حسم الوقت عذاباته وصراعه
وصل الي هدفه المنشود , يقترب في بطئ حائر متردد وكأنما لم يستطع حسم قراره بعد , ثم رأها .... وياليته لم يفعل !
في لحظة غدر من الزمان حطمت احلامه وحسمت قراره....
في لحظة غدر من الزمان حطمت احلامه وحسمت قراره....
رأها متشابكة اليدين والعقل والقلب وكما اهداها قلبه او اغتصبته هي رغما عنه , اهدت قلبها لغيره
عاد من حيث اتي وهو يجر ورائه لحظات الالم والعذاب , كل مشاهد احلامه الراحلة ,واصبح قسرا عليه الحرمان ولابد من الرحيل والنسيان
ولكنه لن يستطع النسيان يوما انه
اراد ان يقول لها احبك
تمت