يستيقظ كل صباح علي صورتها بجانب فراشه , يلتقطها ويتحدث اليها بالساعات مثل ايامهما الماضية حينما كانا زوجين ...
يراها حوله اي شئ وكل شئ , لم يستطع نسيان ابتسامتها الجميلة التي كانت لا تمل منها ...
لم يصدق بعد انه فارق عينيها وانها لم تعد له ...
لا يمضي عليه يوما الا استعاد فيه كل دقائقهما معا , منذ ان رآها واسرته عيناها وانتهي بهما المطاف الي حفل زفاف صغير بعد قصة حب عنيفة يكتبون عنها الروايات ...
تذكر ابتسامتها كل صباح واحيانا يخيل له ان صورتها تبتسم وتعبث وتبكي وتحزن مثلما كانت هي ...
واحيانا اخري يأخذه الخيال بعيدا ويراها تعد له الفطور وتوقظه بوردة رقيقة تداعب وجنتيه ...
شعر بحنينه في هذه اللحظة قويا جارفا اجتاحه كإعصار حزن بارد صفعه بقوة أعادته لواقعه الحزين ووحدته الدائمة بعدها ...
لا يخلو نهاره من صورها وعطرها المفضل الذي ينثره احيانا في الهواء حتي يهيم في ذكراها كأخلص تابعي الأميرات ...
وهي في قلبه ملكة متوجة ازدان العرش لها ولن تحتله اخري مهما طال به الزمان ...
وحينما يحل عليه الليل ويحبو الظلام علي ضوء النهار , يجلس في مكانهما المعتاد يحاكي عنها النجوم ويروي للقمر أنه كانت لي قطعة منك ...
تأخذه ذكراه الي الجزء الاقوي والاعنف حزنا وهو يوم انفصالهما !
يأبي هذا المشهد أن يتركه وشأنه دائما قبل ان تغمض عيناها ليسلمه الي مسلسل كوابيسه اليومي ...
تذكر كيف انه لم يتمالك اعصابه يوما في اول شجار روتيني بين كل المتزوجين حديثا وقديما ايضا , وصفعها علي وجهها صفعة انهت النقاش في الحال !!
والحياة بأكملها ...
استسلم للنوم بعيون نصف مغلقة واستمرت ذكرياته الاليمة في المضي قدما تتصارع علي عقله الذي تأبي الافكار تركه يهدأ ...
فراح يتذكر يوم ان لملمت أشياءها من المنزل ورحلت !
ومعها روحه وكيانه وقلبه ...
كم كره وقتها طبعه العصبي الذي يميز جميع طبقات الرجال الشرقيين , وقد حكم عليه ان يحيا وحيدا ابدا , بعيدا عن كل الاناس ...
بعيدا عن عينيها !
ماهي الا دقائق غفت فيها عيناه حتي ايقظه رنين هاتفه , تعجب كثيرا فلم يعد احد يتذكره مطلقا ...
انها هي !!
نعم لم تخدعه عيناه هذه المرة , صحيح انه توهم مرارا ومرارا انها تتصل , الا انها هذه المرة تتصل بحق ...
أجابها بصوت يحمل كل لهفة وخجل واعتذار الدنيا ...
كان صوتها هذه المرة يختلف منذ ان انفصلا , كان حانيا رقيقا متسامحا , قالت بصوت يفيض حب : لا يمكن لهذا الطفل الذي ينمو داخلي ان يكبر دون اب !!
ثم اضافت في دلال : حتي ولو كان ابا غليظا مثلك .
ترقرقت الدموع من عينه وشكر الله سبحانه وتعالي الاف المرات فهاهي الحياة تبتسم له من جديد بخبر يكفي لهز كيانه بأكمله , سيصبح ابا !!
قال لها بحنان : أعدك الا يتكرر هذا مجددا , فقد عاهدت ربي سبحانه وتعالي قبلك ... أحبك يا أميرة حياتي وذكرياتي .
- وأنا ايضا أحبك , أحبك بكل كياني .
تمت
12:30p.m
22/3/2011